نور الدّين بالطيب في “سقوط في القمة”: لا لثورة يقودها الإسلاميّون

معمر عطوي تستحق الفترة الّتي وصل فيها الإسلاميون إلى السّلطة في تونس توثيقاً موضوعياً لما شهدته البلاد بعد سقوط حكم زين العابدين بن علي واستغلال “تنظيم الإخوان المسلمين” ممثلاً بحركة النّهضة، غياب قيادة قويّة لثورة انطلقت عفوية من دون مشروع واضح وركوب موجتها. ذلك أنّ ما قام به الإسلاميون من إخوان وسلفيين وتنظيمات تسمى بالجهاديّة لم يكن له دور في الثورات الّتي عرفت بالرّبيع العربي سوى إجهاضها، وتحويل كلّ تحرك عفوي ووطني صادق إلى عمل إرهابي مسلّح يعطي للسلطة المُستبدة ذريعة لمقاومته. ذلك تمّ بدعم أنظمة مستبدة عربية ودول كبرى تبحث عن مصالحها وسط ركام الهياكل المُدمرة وما تحتها من ثروات إحفوريّة.