هل "ستحرّر" إيران فلسطين؟!

ما قامت به
ايران خلال أربعين سنة من
سيطرة الملالي على نظامها، كان دائماً معاكساً
لشعاراتها الكاذبة التي استخدمتها للاستهلاك الشعبي. إيران دعت للوحدة
الإسلامية وتعاطت مع السنّة كأنهم كفّار، وقامت بتشييع بعضهم وقتل الآلاف
منهم. رفعت شعار تحرير فلسطين فقامت بتدمير العراق وأفغانستان في السابق،
ولم تقو على التدخل في الدول المجاورة الأخرى مثل أذربيجان او تركيا لأنهما
كانتا في عهدة
حلف الناتو. وها هي اليوم تدمّر سوريا ولبنان واليمن والعراق مرة أخرى، وها
هم مرتزقتها يحمون حدود اسرائيل في الجولان وجنوب لبنان والى حد ما في
قطاع غزة، لأنهم أصلاً يريدون من قضية فلسطين ذريعة لشق صفوف العرب
والتكامل مع إسرائيل في تطويقهم وسرقة خيراتهم، حتى
المقاومة الفلسطينية قاموا بتقسيمها، وتسييع بعض المقاتلين لتأسيس "دكانة"
شيعية" في قلب الفلسطينيين. وها هو حزاللا في لبنان يزعم أنه لم
يتورط في الفساد ويصوّر نفسه على أنه غير قادر على مواجهة الفاسدين، بينما
هو نفسه ولا أريد الحديث عن حلفائه الذين يتمسك بهم في السلطة ويدافع عنهم
رغم وصول روائحهم الوسخة الى المريخ. أصبح يعمل وفق برامج منطمة في تجارة
المخدرات وتبييض الأموال على طريقة المافيات العالمية. حزب اللا ليس
فقد شريك في الفساد، بل هو الفاسد الأكبر الذي سرق أجهزة الدولة وسيادتها
وأمنها واقتصادها
ومؤسساتها، لمصلحة نظامين استبداديين في سوريا وايران. وبات حسن نصراللا هو
عراب المافيا الأكبر في المنطقة بعد المقبور قاسم
سليماني, فعل حزب اللا مثلما فعل ربيبه "داعش" الذي ساهمت الاستخبارات
الايرانية في تشغيله لإجهاض الثورات التي يقوم بها الفقراء ضد الطغاة.
وقفت ايران مع يزيد ضد الحسين دائماً ووقفت مع اسرائيل ضد شعوب العرب وشعبها نفسه الذي طالب بأبسط حقوقه المسروقة في جيوب الملالي, شعب يعيش على
ثروات طبيعية هائلة تذهب ريوعها لدعم الارهاب والتدمير وسياسات تصدير
التشيّع التي تغذي الفتن التاريخية في المجتمعات الاسلامية.
وها
هي طهران حين تقول انها تحتفط بحق الرد على اعتداءات اسرائيلية في سوريا
او العراق او لبنان، تقوم بالرد عبر قتل شعوب إيران الثائرة في الشوارع
وقمع أبناء الأحواز العربي المسلوب،
وقتل اليمنيين والسوريين والعراقيين. هذا هو جحا الذي لا يقدر إلا على ابن
خالته.
نعم
أظن ان اجندة تحرير فلسطين
بالنسبة لإيران اصبحت واضحة، وهي "تحرير" فلسطين التاريخية ممن تبقى من
فلسطينيين، كما فعلت في الكثير من المدن السورية حيث افرغتها من اهلها
وجلبت مرتزقتها من باكستان وافغانستان ولبنان ليستوطنوا مكان اصحاب الارض،
على منوال ما فعلته عصابات شتيرن والهاغانا الصهيونية في فلسطين منذ نحو 72
عاماً. من يظن حتى الآن أن ايران ستحرر القدس وانها ستجلب الخير للعرب، هو
إما غبي لدرجة لا يفهم بالسياسة وألعاب الأمم وتوزيع الأدوار بين
المتناقضات، وكيفية صناعة الحروب بدعم من منظمات سرّية عالمية تهيمن على
مراز القرارات، أو قد يكون عنصراً مُرتزقاً لا يختلف عن أي عميل لدولة
معادية، أو بوق اعلامي لا يستحق سوى الضرب بالأحذية حتى الموت.. من يقوم
بإفراغ لبنان من الطحين والعملة الصعبة والنفط وتهريبها الى النظام السوري
او الإيراني لا يختلف عن ميليشيا انطوان لحد قيد أنملة، لأنه خائن لدولته
ومؤسساتها وسيادتها وشعبها.
دولة تتوعد
كل يوم بتدمير اسرائيل والولايات المتحدة ولا نرى منها غير سقوط ضحايا
ايرانيين وعرباً وأفغان بسلاحها المُتخلف، هل تتوقعون من أنها ستقوم بعمل جيد بعد
كل هذا، ماذا تنتظرون؟؟؟ هل تؤمنون حقاً أن ظهور ما يُسمى بالمهدي يستحق كل هذا الإجرام أم ماذا؟؟!!.
معمر عطوي
تعليقات