الحب بنكهة عربية في مهرجان إكس إن بروفانس


 
معمر عطوي ليس الحب مقتصراً على أمة من دون غيرها من الأمم، ولا هي قصص العشق والغرام 
حكر على شعب أو جماعة، فالأساطير والروايات والقصائد التاريخية مشحونة بقصص الغرام والهيام حتى باتت ربما القاسم المشترك الأهم والأجمل بين أطياف البشر.لقد كان شعار يوم الحب "سان فالنتان" هذا العام نموذجاً لعمل شرقي -غربي مشترك يمزج بين روايتين تاريخيتين شاعريتين تجسدان ربما تراجيديا التضحية من أجل

الحب، فمن وحي الأوبرا التي يتم العمل عليها في فرنسا لإحياء إسطورة "مجنون ليلى" العربية وإسطورة أورفيوس ويوريديس اليونانية، في عمل جماعي يمزج بين المأساتين، أقيم مهرجان "إكس- إن بروفانس في الرابع عشر من شباط/ فبراير تحت عنوان "أورفيو ومجنون"، ضمن مشروع تشاركي أوروبي.
ففي المسرح الكبير للمدينة الواقعة في جنوب فرنسا على مقربة من مارسيليا، كانت هناك فرقة مدرسية تقوم بعمل مسرحي غنائي تجريبي من وحي هذه الأوبرا الضخمة التي لا تزال قيد التحضير لعرضها في الصيف المقبل في الهواء الطلق وسط مدينة سيزان؛ هذه الأوبرا التشاركية الكبيرة ستخلط بين المهنيين والهواة للحصول على جدارية كبيرة. لذلك كان برنامج مهرجان إكس عبارة عن عروض فنية، رقص، غناء كورالي، وعزف منفرد وجماعي، كلها تؤكد أن الحب أقوى من الخراب الذي يمكن أن ينتج عن الغرام المستحيل والذي يجمع بين الإسطورتين حيث ينتهي الحب بالتضحية والموت وتصبح الحيوانات التي تجول في مكان الأطلال بحثاً عن بقايا الجثث رمزاً للحياة ما بعد التضحية. "أورفيوس ومجنون"هذا العمل الأوبرالي الضخم سيكون حصيلة مشاركة الهواة من جميع الأعمار ومن جميع مناحى الحياة، وهم حجر الزاوية في المشروع، الذي يهدف الى تقييم التجارب على الأرض. إلى جانب تصورات مختلفة واحتفالات مفتوحة على مدار عام تتخللها اقتراحات متعددة من المؤسسات والفنيين والمدارس وأهل الاختصاص. 
على أنغام موزارت سارت الجموع المشاركة في المهرجان في الشارع الفاصل بين مبنى الرقص والكونسرفتوار وبين المسرح الكبير في وسط مدينة إكس، وهي تهتف "أحبك.. أحبك.. أحبك". ثم تحولت هذه الباحة إلى مسرح للرقص شارك فيها كل من حضر الحفل متماهياً مع أستاذ الرقص الذي اعتلى منصة لتعليم الجمهور بعض حركات الجسد التعبيرية في الهواء الطلق ومجاناً. ولأن بعض شعراء العرب اشتهروا بالرومانسية ومنهم قيس بن الملوح "مجنون ليلى"،  فقد كانت الأغنية العربية سيدة المشهد في بهو المسرح الكبير، في هذا اليوم، مع جوقة ابن زيدون التي أسسها الفنان الفلسطيني عازف العود منعم عدوان، وهو أحد الملحنين ضمن فريق الأوبرا المذكورة.كذلك كانت الموسيقى الشرقية طاغية على الكونسرت الرئيسي الذي توج هذا اليوم المليء بالحب والموسيقى والإبداع، إذ ضم الحفل الموسيقيين الشباب من مختلف طبقات الأوركسترا ومن معاهد موسيقية متنوعة.أما "اورفيو ومجنون، التي يدعمها برنامج الإبداع في الاتحاد الأوروبي، ومؤسسات أخرى تهتم برفد الإبداع وتقريب وجهات النظر بين الشعوب عبر الفن، فإنها عبارة عن تمازج تاريخي بين إسطورتين بقوة الموسيقى. وسيتم عرضها بشكل رسمي في شارع ميرابو على التوالي في 24 يونيو و 8 يوليو 2018.  "صوت الضفتين" 15 فبراير 2018

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"شريعة المفاسد".. محاكمة من خارج حقل الميتافزيقيا

عطوي يتحرّر في «شريعة المفاسد»

هل "ستحرّر" إيران فلسطين؟!