قناة ألمانية: خطف المستوطنين الثلاثة جنائي



نتنياهو استغل الحادث لتبرير الهجوم على غزة

معمر عطوي
ليست مصادفة أن تأتي عملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية ضد قطاع غزة بعد أيام من إعلان مقتل ثلاثة مستوطنين من طلاب مدرسة يهودية في القدس المحتلة، حيث اتهمت الحكومة الإسرائيلية مباشرة حركة "حماس" باختطافهم وقتلهم. ولكن نفي الحركة الإسلامية وعدم إعلان أي جهة فلسطينية مقاومة مسؤوليتها، بخلاف ما هو سائد، عزّز فرضية قيام جهة اسرائيلية بهذه العملية لتسعير نار الحرب على غزة.

وفي أجواء هذه الحرب، التي لم تكن إرهاصاتها بعيدة عن قضية الفتيان الثلاثة، قامت محطة "زد دي أف" الألمانية ببث تقرير مدعوم بالصور والتسجيلات، يشير إلى قطبة مخفية في حادثة مقتل طلاب المدرسة التلمودية، إذ قدّم مراسلها في اسرائيل الصحافي الاستقصائي كريستيان زيفرز تقريره، الإثنين الماضي.
وجاء التقرير تحت عنوان - سؤال: "الحرب على غزة: انتقام أم خطة مرسومة؟". ويكشف الصحافي الألماني وفق تحريات دقيقة أجراها أن قتل المستوطنين الثلاثة: نفتالي فرينكل، وجلعاد شائر، وإيال فرينكل، كان "جريمة مدنية وليست عملية أسر"، فيما سلط الضوء، في المقابل، على حالة الغضب التي عمت جمهور الاسرائيليين.
ويشير زيفرز الى أن جثث الفتيان، التي عثر عليها قرب مدينة الخليل، أصبحت رمزاً لتبرير الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، لافتاً النظر الى إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في نهاية اجتماع للحكومة الأمنية بعد إعلان العثور على الجثث، أن عناصر "حماس مسؤولون عن عملية القتل وسيُحاسبون".
ويفيد زيفرز بأن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الـ"شين بيت" كان على علم بظروف الحادثة من خلال الشرطة التي تلقت مكالمة هاتفية من أحد التلاميذ أثناء الاختطاف، ويرفد تقريره بمقطع من "الاتصال – الاستغاثة"، حيث يقول أحد الفتيان: "لقد خُطفنا" ثم يُسمع أحد الخاطفين يقول: "اخفضوا رؤوسكم" يليه صوت إطلاق رصاص.
ويشير التقرير أيضاً إلى أن الـ"شين بيت" فرض، بأمر من نتنياهو، حظراً كاملاً على المعلومات المتعلقة بعملية القتل، ومنع الشرطة من الإدلاء بأي تصريحات، مؤكداً ان عناصر هذا الجهاز حضرت الى موقع الحادثة فوراً بعد الاتصال، ثم وجدت سيارة محروقة مع قليل من الدماء في منطقة قريبة.
وتسلّمت استخبارات الجيش ملف التحقيق بهدف اجهاض التوافق الوطني الفلسطيني، وتسعير الحقد ضد الفلسطينيين. وهذا ما ظهر واضحاً من خلال اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في القدس المحتلة وبعض مدن وبلدات أراضي العام 48.
من جهته، لم يتوقف الصحافي الألماني عند مسألة عقدة الذنب التاريخية لبلاده إزاء اليهود بسبب محرقة النازية، ولم يصمت بحجة أي "مسؤولية أخلاقية" تجاه هذا الكيان الذي لا يزال يبتز ألمانيا بذريعة التعويض عن "ضحايا الهولوكوست"، فاتّهم، بشكل واضح، الحكومة الإسرائيلية باستغلال أجهزة الدولة وتجاهل حياة "مواطنيها"، بشن حرب أضرّت بالطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، على حد تعبير زيفرز.

(السفير)
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"شريعة المفاسد".. محاكمة من خارج حقل الميتافزيقيا

عطوي يتحرّر في «شريعة المفاسد»

هل "ستحرّر" إيران فلسطين؟!