المشاركات

الكتاب في زمن «الفايسبوك».. على طريق «الجلجلة»

صورة
معمر عطوي لطالما كان معرض الكتاب العربي الدولي جزءاً أساسياً من المشهد الثقافي لمدينة بيروت؛ يضخ في قلب العاصمة دماً جديداً آتياً على أجنحة الورق المكتوب من كل أصقاع العالم وبلغات عديدة، وهي التي لا تزال تعيش تداعيات الحرب الأهلية رغم مرور ربع قرن على انتهائها. هذه التظاهرة الفريدة التي تشكل فرصة للقاء المثقفين مع «خير جليس» ولقاء الجمهور مع كتَّابهم المفضلين، بدت هذه السنة مثيرة للحزن، وكأن القارئ يسير على طريق «الجلجلة».   تصوير : عباس سلمان

إردوغان على خطى الأسد

صورة
معمر عطوي   يبدو أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد دخل في مرحلة شبيهة بما حصل مع صديقه السابق نظيره السوري بشار الأسد. وإن جعلت الحرب السورية من الرجلين أعداءً، فالسياسة التركية الجديدة في ظل رئيس يسعى لتعديل الدستور بهدف تعزيز منصبه من رئيس شرفي الى رئيس يملك صلاحيات تنفيذية واسعة، قد تقود الى حالة تصادم مع النخب التركية يصعب الخروج منها. لقد بدا الرئيس الإسلامي في العام 2010 بعد ثماني سنوات من وصول حزبه “العدالة والتنمية” الى السلطة محترماً لدى العديد من شرائح الشعب التركية ومن شعوب دول المنطقة التي نظرت بإيجابية الى سياسة “صفر مشاكل” لرئيس وزرائه (وزير خارجيته آنذاك) أحمد داود أوغلو والغاء تأشيرة الدخول الى بلاده بالنسبة لدول عديدة مجاورة. هذه الإيجابية التي عززتها قضية سفينة “مافي مرمرة” واستشهاد عدد من الأتراك على متنها بر صاص العدو الإسرائيلي، أثناء محاولتهم ايصال مساعدات الى غزة المحاصرة، وصلت الى أوجها مع خطاب إردوغان في مؤتمر دافوس بحضور الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، والذي بدا فيها الزعيم المحافظ غاضباً من سياسة الدولة العبرية تجاه الفل...

لعنة التاريخ على ايران الاثني عشرية والسعودية الوهابية

معمر عطوي   من تداعيات إعدام رجل الدين السعودي نمر باقر النمر أن البعض ينبش تاريخ الرجل ويفتش عن تصريحات سلبية قالها سابقاً بحق صحابة الرسول ليبرر لآل سعود إعدامه، أو ليعمم حالة شماتة صبيانية بموت الناشط السياسي السعودي، في محاولة يستفيد منها النظام لحشد شعبية سنية في العالم العربي تهلل لجرائمه في إزاء إمبراطورية شيعية فارسية تهدد المنطقة. في كل الأحوال نمر باقر النمر هو ناشط سياسي أُعدم ليس لأسباب تتعلق بدفاع آل سعود عن الصحابة، بل هو قرار سياسي جاء ضمن لائحة طويلة من الإعدامات التي شملت مواطنين سعوديين وغير سعوديين معظمهم حوكموا بتهمة “الإرهاب”. وحتى ولو كانت المؤسسة الدينية في الحجاز ونجد ومن يدور في فلكها، تحاول تشريع قمع شيعة المملكة بحجة سب الصحابة والإساءة الى زوجة الرسول عائشة، فإن الحكم على النمر جاء حكماً سياسياً في سياق معركة شدّ حبال دموية بين الرياض وطهران، على مشارف رسم خريطة جديدة للمنطقة. إذ يستغل كلا البلدين منطق الخلاف الفقهي والعقائدي التاريخي لتوظيفه في معركة اثبات الوجود على خريطة الشرق الأوسط الجديد.

شبح عنصرية قاتلة يخيّم على القارة العجوز

م معمر عطوي   يبدو أن مساوئ العنصرية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السخونة تمهيداً لاستقبال اللاجئين الأجانب، لكن هذه المرة ليس في ألمانيا فقط، بل في عموم القارة العجوز. فقد أثبتت أحداث ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا الألمانية، أن اللاجئين الأجانب وخصوصاً منهم الوافدون من دول عربية وإسلامية، يشكلون خطراً على الاستقرار والسلم الأهلي، بقطع النظر عما اذا كانت جريمة الاغتصاب الجماعي والسرقات والتحرشات عملاً في يوم “سيلفستر” كان منظماً أم عشوائياً. ثمة أسباب عديدة تؤكد أن الأوروبيين لن يطول صبرهم كثيراً على أعمال جاليات تتقوقع حول نفسها وترفض الاندماج في مجتمعات الغرب، تارة بذريعة الحفاظ على التقاليد والعادات، وتارة أخرى بذريعة عدم الاختلاط بـ”الكفار والمشركين”. هؤلاء الذين رحبوا بكل مضطهد ومظلوم على أرضهم وتقاسموا معه أموال ضرائبهم ولقمة عيشهم.

الأحواز: الهويّة الضائعة بين الفرس والعرب

معمر عطوي لا يختلف إثنان على أن إقليم «خوزستان» الواقع في جنوب غرب إيران، هو محل صراع تاريخي بين العرب والفرس، بحيث لا يمكن البت بمصيره أو تحديد هويته في مقالة صحافية. هو صراع يعكس وقائع ديموغرافية، وثقافية، صبغت المنطقة بملامح عربية، فيما غلب عليها الإسم الفارسي «خوزستان»، رغم أن كلمة أهواز الفارسية لا تختلف عن “أحواز” العربية، بل مجرد لفظ بحكم عدم وجود حرف الحاء بالفارسية.

عطوي: تحرير فلسطين أهون من تحرير العقل الديني

صورة
*إعداد وحوار: محمد وليد الحاجم أصدر في خريف العام 2013 كتاباً بعنوان لافت «شريعة المفاسد - الاجتهاد الغائب عن فضاء النص الديني»، فبدأ كمن يغرد خارج سرب السائد في النشر حالياً. هو الباحث معمر عطوي، حاورته عن كتابه، الحوافز والخلفيات، الأسباب التي دفعته لاقتحام نقد النص الديني وتوظيفه الجمعي السياسي الأيديولوجي الراهن بخاصة، وكيف النفاذ منه إلى جميعة عقلية منتجة وبناءة. 1- بداية، من هو معمر عطوي، وماذا تمثل الكتابة بالنسبة إليك. • معمر عطوي إنسان عادي يسعى دائماً لأن يكون مثالياً من دون أن يخرج عن حيز الواقع. الكتابة هي المُتنفس الذي من خلاله أشعر أن ثمة شيئاً على هذه الأرض يستحق الحياة. الكتابة بالنسبة لي اسلوب تغيير ونمط مشاغبة على كل خطأ، على الأقل ما أظنه أنا خطأ. الكتابة بالنسبة لي نضال في مواجهة التخلف والرجعية والفساد والعدو الذي يسلب وطني، وربما هي السلاح الذي سيقتلني أخيراً لا أعرف ماذا يُخبّأ لي.

لبنان مرتع “الزعران”

صورة
معمر عطوي لا هو قطعة من السماء على الأرض، ولا هو بوابة العرب نحو الغرب، أو سويسرا الشرق، هو لبنان الذي طالما شكّل مساحة خصبة لممارسة الفوضى بجميع أشكالها، فبات مرتعاً لـ “الزعران”، بحسب المصطلح اللبناني الذي يشير الى سيئي السمعة. فلطالما كان لبنان مساحة لممارسة الفوضى وتجاوز القانون حتى في الفترة الفاصلة ما بين انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990) ومرحلة ما بعد مقتل رئيس الوزراء رفيق الحريري في 14 شباط 2005. مرحلة دخل فيها لبنان في أزمة سياسية واقتصادية وحروب مذهبية غير مسبوقة.