المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2016

عطوي يتحرّر في «شريعة المفاسد»

"الجمهورية"- ميريام سلامة إلى شهداء الفكر وحرّية التعبير على مدى البسيطة، إلى كلّ مَن يدرك أهمّية العقل ويعمل على تحريره من هَيمنة العقيدة، كتبَ معمّر عطوي «شريعة المفاسد... الاجتهاد الغائب عن فضاء النص الديني»، باحثاً عن كوّة لهذه الأمّة التي تتخبّط في تراثها من دون أن تعمل على إعادة إنتاجه وفق تطوّرات العصر بأدوات العقل نفسها ومناهجه ذاتها.مُنطلِقاً من التواضع الديني الذي يَدّعيه لنفسه، وكَونه إسلاميّاً سابقاً خَبِر تجربة الإسلام السياسي بالمعنى التنظيمي الحركي، والالتزام الديني بالمعنى التعبّدي الطقوسي، حدّد الكاتب في مقدّمة كتابه أنّ من السهل القول إنّ الدين بمعناه الغَيبي شأن لاهوتي لا علاقة له به، فيلجأ إلى معاداته ومحاربته، غير آبه لخطورة انخراط مقولاته بقوّة في المجتمع وتأثيرها في النُخَب الحاكمة.

معمر عطوي والفريضة الغائبة

قد تبدو مسألة طرح فكرة الاجتهاد أو إعادة طرحها في هذا التوقيت ملائمة ومتوافقة مع الجمود الكارثي في النص الديني اليوم. ولا يمكن بأي حال فصل هذا الجمود عن ازدهار وتنامي موجات التكفير الديني وجماعات الفتاوى الانتحارية التي أتت كنتيجة منهجية لصعود التيارات الأصولية في العالم الإسلامي. بحكم حالة التكّلس التي صارت عليها ذهنية التفكير الأصولية المسيطرة على مختلف المذاهب والطوائف الدينية الإسلامية، كان لا بد من محاولة إعادة اعتبار لماكينة الاجتهاد الغائبة في بنية النص الديني، مع اتخاذ موقع وسطي بين مختلف تلك الاتجاهات.